خُدُوه في الميكروباص وودوه ع المديرية

تدوينة عن حادثة خطفي من قِبَل قوات الأمن يوم 9مارس2013.

مش هتكلم عن الضرب إللي اضربته .. ولا عن الإهانات إللي اتوجهت ليا لحين وصول أول توصية بحسن المعاملة وإللي تغيرت المعاملة على أساسها 180 درجة بعد أقل من ساعة من الحبس .. مش هتكلم عن الولاعة إللي اتاخدت مني بلطجة ولا عن الواد الغلبان إللي كان ممسوك معايا وإللي المخبر سرق منه موبايله .. مليش نفس بصراحة أحكي عن حواري مع الظابط إللي كان بيستجوبنا بطريقة غير رسمية عشان يعرف دماغنا عاملة إزاي عشان يعرف يرفع التقرير إللي هيتكتب على أساسه المحضر المتلفق .. ولا عن عقيد المباحث الجنائية إللي دخل وقاللي إنت شكلك محترم ومتخفش وموبايلك والتابلت بتاعك في الحفظ والصون .. ولا عايز أتكلم عن إنه كان هو نفس العقيد إللي كتب فينا نفس المحضر المتلفق إللي اترفع للنيابة بعد كده .. وإللي قومنا فيه بـ21 تهمة من ضمنها سرقة مدرعة وسلاح ميري خرطوش وضربنا بيه ظابط و2 مخبرين .. ولا هتكلم عن التقارير الطبية الجاهزة مسبقاً للمصابين بإنهم تمت إصابة أحدهم باشتباه ارتجاج وإصابة الآخر بكسر في الفك .. ولا عايز أنوه إن الإصابات دي مستحيل تحقيقها بسلاح خرطوش أصلاً .. ولا إن التقارير دي كانت جاهزة أمام النيابة بعد 36 ساعة من معاد القبض عليا مع إن خالد علي -أحد معتقلي نفس الأحداث ولكن في الجمعة 8مارس- فضل محبوس 19 يوم عشان طلب تقرير طب شرعي يثبت حالة التعذيب الفعلي إللي تعرضلها أثناء القبض عليه، لحد ما في الآخر اتنازل عن التقرير عشان يخرج لأهله .. بكفالة 5000 جنيه .. ولا عايز أقول الملاحظة الفشيخة بتاعة إن أحد الظباط اشترك في إعادة شخص مخطوف لأهله سالماً على حسب الكلام إللي على اليافطة إللي قدام قسم قسم سيدي جابر وإللي اتعلقت أثناء ما كنت أنا في زنزانتي وفي نفس الوقت إللي المفترض يكون فيه الشخص المذكور بالإسم والوظيفة راقد في المستشفى نظراً للإصابة الفشيخة إللي سببتهاله بسبب ضربه بطلقات الخرطوش.

مش عايز برضو أحكي عن إصرار المخبرين أثناء القبض عليا على ضربي أكثر وأكثر لما فضلت أزعق فيهم “أنا صحافة ياولاد الكلب” .. ولا عن عدم اهتمام سواء النيابة سواء ظباط كتير في مديرية الأمن لطلبي المساعدة في تقديم ما يثبت كوني صحفي حر وبشتغل لموقع إخباري لسه قيد الإنشاء فمنطقي جداً إني ميكونش معايا تفويض أو تصريح رسمي .. مش عايز أتكلم أصلاً على إسلوب تعامل الأمن مع الصحافة الحرة في مصر.

طيب نتكلم عن إيه ؟! العقيد إبراهيم مبارك إللي كتب فيا المحضر المتلفق لما طلب مقابلتي بعد ما خرجت وأصر إنه يقابلني أولاً قبل ما استلم حاجتي ؟! أتكلم عن بجاحته في الرد لما قولتله “انت كنت عارف كويس إني صحفي ومع ذلك لفقتلي محضر” فكان رده “أنا ملفقتلكش حاجة .. انت احمد ربنا إني كتبت إنك مثير شغب مش محرض ومحطيتلكش أي حاجة في الأحراز كانت كفيلة إنها تخليك تنسى الشمس شكلها عامل إيه” ؟! أحكي عن تاريخ الراجل ده عامةً في تلفيق المحاضر لمعظم إللي بيتمسكوا في مظاهرات في نطاق منطقة سموحة عامةً ؟! أنا أعرف 9 متلفقلهم نفس المحضر بتاعي .. فقط اختلاف في الأسامي وإصابات ضباط الشرطة العظماء.

أتكلم عن الشجرة إللي ولعت -لوحدها- فجأة في الميدان وطفا نارها الشباب إللي كانوا معتصمين في نفس المكان من سنة على خلفية أحداث مجلس الوزرا لمدة شهرين لأنهم هما إللي عارفين مكان حنفية المية إللي بيستخدمها الجنايني المسئول عن المشتل إللي في الميدان ؟! ولا عن عربية المطافي إللي جابها ناصر العبد عشان يتصور وهو بيتظاهر بإخماد الحريقة إللي هو ولعها أخمدناها إحنا قبله ؟!

[tweet https://twitter.com/El_Marakbi/status/310482446133129216]

ولّا أتكلم عن إللي اتسجل في بيانات إخلاء سبيلي بكفالة 1000 جنيه إني تم القبض عليا من أمام مديرية الأمن أثناء محاولة إتلافها ؟! مع إني ممسوك من شارع مصطفى كامل على بعد حوالي 100 متر من ميدان فيكتور عمانويل إللي هو على بعد حوالي 500 متر سور مبنى المديرية ؟! مش حاسس بصراحة عن نوع التغذية إللي باخدها عشان تخليني قادر أحاول أتلف المديرية من على بعد أكتر من نص كيلو !!

إللي عايز اتكلم عنه أكتر هو السجن ذات نفسه .. النظام إللي هتفنا في يوم إننا عايزين نسقطه .. عن النظام إللي لسه مسقطش واتطور وأصبح عنده القدرة على التعامل مع الحشود إللي أسقطته من سنتين .. الحشود إللي للأسف لسه متطورتش عن مرحلة يوم 25يناير 2011 .. عايز أتكلم عن دمنا الرخيص .. مستقبل كل واحد فينا إللي ملوش قيمة .. عن نظام بيتعامل معانا كمعترضين على إننا مجرد عدد في شريط الأخبار بيعدي بسرعة ..

على فكرة أي اشتباكات لازم يموت فيها ناس .. دا الطبيعي !!

ده كان كلام الظابط في الـ”دردشة الودية” إللي دارت بيننا في وقت أذان الفجر يوم الحد بعد ما اتمسكت بكام ساعة .. كانوا عايزين يشوفوا الشخصية المهمة إللي أهله وأصحابه عرفوا يجيبوله وسايط الدنيا والآخرة عشان يطلع وناصر العبد -شخصياً- مرضيش يطلعه.

العُهدة هُنا على كلام أحد الوسايط من كُبَرات البلد لما قال فيما معناه:

الواد ده بتاع مشاكل وعايزين نربيه شوية !!

النظام يا سادة لسه زي ما هو متغيرش .. لسه بيضرب خرطوش في الوش .. ولسه بيكدب ويتصنع صورة الضحية .. ولسه في ناس بتصدق كدبه وتصنعه .. النظام لسه لما بيحس بخطر من ممارسة بلطجته علناً بيأجر بلطجية يتهجموا على المظاهرات تحت مسمى “المواطنين الشرفاء” .. النظام إللي أقر الضبطية القضائية عشان يبقى عادي جداً المخبرين يمسكونا في المظاهرات بعد كده .. النظام إللي لفق قضية لحسن مصطفى .. إللي من سخرية القدر نفس وكيل النيابة إللي مذكور إسمه في القضية هو نفس وكيل النيابة إللي لفقله قضيته في نظام مبارك .. في شواهد كتير حواليك بتقول إن النظام هو هو .. متغيرش فيه حاجة غير الدقن والسبحة .. لو كنت مش شايفها فياريت تمسح النضارة.

التظام إللي بيقتل فينا كل يوم وإللي وصلت فيه الداخلية لدرجة البجاحة إنها تصرح لمتهم -ظلماً- في قضية إنهم كانوا يقدروا يلفقوله أي حاجة في الأحراز بس خافوا على مستقبله .. النظام إللي كل جهاته السيادية بتتعامل بطريقة الآلهة في عدم وجود أي رقيب على تصرفاتهم .. إسلوب القبض عليا أنا والتمانية الآخرين وإسلوب القبض على معظم المتظاهرين في مصر فيه أكثر من مخالفة كفيلة بإسقاط القضية ككل .. ولكن مع ذلك القضية مستمرة وفي انتظار عرضها ع المحكمة للبت فيها قضائياً .. النظام إللي فيه عصام مهدي لسه محبوس على ذمة قضية مُفَبرك فيها سرقة سلاح ميري مع إن الحرز الوحيد في القضية هو التابلت بتاعي .. النظام ده نفس نظام مبارك والحزب الوطني بالظبط .. الفرق الوحيد في الكارنيه إللي بتقضي بيه مصالحك .. واختلاف الشعار من “من أجلك انت” إلى “نحمل الخير لمصر”.

الحرية لكل المعتقلين.

23 نوفمبر 2012 – عن الإخوان نتحدث

مبدئياً التدوينة دي لتوثيق ما حدث في اليوم في محافظة الإسكندرية ورد الفعل على الاعتداء من قبل الإخوان على المظاهرة السلمية أمام مسجد القائد إبراهيم بعد صلاة الجمعة .. سيتم تحديثه من وقت لآخر فور توافر الفيديوهات أو الصور الجديدة لما حدث.
البداية كانت بالخطبة العظيمة للشيخ المحلاوي .. ومن أجل الأمانة أنا محضرتش المحلاوي وكنت حالف مش هصلي وراه من أيام 28 مايو 2011 .. ولكن حسب روايات من حضروا الخطبة فالخطبة كعادة أي تاجر دين كانت تتلخص في الكثير من السباب والتكفير لليبراليين والعلمانيين الكفرة الأنجاس .. وشحن قوي ضد دعوة المظاهرات إللي خارجة من الجامع في الوقت إللي فيه يتشدق الإخوان دائماً بحرية المعارضة في التعبير عن رأيها، بالإضافة إلى بعض المشاحنات مع أشخاص غريبة قبل الصلاة مع الشباب الخارج في المسيرة، وكانت حتى هذه اللحظة المسيرة معلنة بالخروج من القائد والاتجاه إلى ميدان فيكتور عمانويل بسموحة .. ولم يُذكر أبداً المرور تحت أي مقر من مقرات الحزب سوى مقر الأنفوشي إللي هو أصلاً جنب الجامع .. بعد الصلاة فوجئنا جميعاً بمظاهرة من عناصر الإخوان أمام الجامع تسد طريق المسيرة وتمنعها من المرور في خط سيرها الطبيعي .. المسيرة الأخرى كانت ترفع لافتات على غرار “الشعب يؤيد قرارات الرئيس” إلخ ..

تصوير أحمد عرب
تصوير أحمد عرب
تصوير أحمد عرب
تصوير أحمد عرب
تصوير أحمد عرب
بدأت المظاهرتان في الهتاف ضد بعضهما ومن جانبي رأيت الكثير من الإخوان بيشتموا وبيتوعدوا لينا من جوا مظاهرتهم .. مع وجود بعض الإشارات البذيئة باليد بمعنى “خليها تاكلك” الشهيرة .. حتى تم إلقاء أول طوبة من اتجاههم علينا .. في نفس اللحظة قام أحد شبابنا بضرب صاروخ “من صواريخ الأفراح” في اتجاه مإذنة الجامع .. ولم تصب أحد من جانبهم كما ادعوا لاحقاً .. بعدها بدأ حدف الطوب بغزارة غريبة وكأنه قد تم تجهيزه سابقاً .. جرينا جميعاً خارج الشارع الكائن بين مركز “سوزان مبارك لحقوق المرأة” وبين حديقة الخالدين وتمركزنا على البحر .. بينما كان الإخوان ومن معهم يقفون في الشارع الذي كنا فيه وحديقة الخالدين التي تعلو عن الأرض مسافة حوالي 3 متر وأخذوا يرشقونا بالطوب وكسر الرخام وأصابوا الكثير منا منهم حالتين استدعت النقل للمستشفى في سيارة إسعاف بعد انتهاء الاشتباكات.
بعض صور الاشتباكات أمام القائد إبراهيم:

تصوير أحمد عرب
تصوير أحمد عرب
تصوير أحمد عرب
تصوير أحمد عرب
تصوير أحمد عرب
تصوير سامح مشالي
نقلاً عن موقع كرموز
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشال
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي 
.تحديث: فيديو يوضح الاعتداء على مراسلة موقع كرموز” الإخباري في حديقة الخالدين
تحديث: تصوير من داخل الاشتباكات من جانب العناصر التابعة للإخوان.



ملاحظة: في صور تانية هيتم إضافتها لاحقاً تم تصويرها من داخل مركز سوزان مبارك .. 

انتهت موقعة الجمل السكندرية دي بفرار الإخوان بعد تنظيمنا لصفوفنا وكان بيننا مصابين كثر وكان الجميع مشحون ضد الإخوان بعد ما فعلوه بنا لمدة ساعة ونصف من المهاجمة بالطوب وكسر الرخام ومهاجمة البنات والنساء، لما وصلت أنا تحت الجامع قرر الشيخ المحلاوي ربنا يسامحه بتلاوة آيتين تدعوان للجهاد في ميكروفون الجامع وكأن من تم الاعتداء عليهم هم صهاينة أو كفار قريش، وكأن ما كان يحدث من وجهة نظر دينية ليست فتنة يجب عليه أن يدعوا لوئدها فقرر أن يدعو لإشعالها أكثر وأكثر.
بعد ذلك جمعنا نفسنا عند الجامع في مسيرة منظمة واتجهنا نحو مقر حزب الحرية والعدالة بشارع شامبليون، وقام بعض الأفراد منا باقتحام الحزب وإلقاء محتوياته في الشارع بسبب الاشتباكات السابق ذكرها.
بعض الصور من لحظة اقتحام مقر الحزب بشارع شامبليون:
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي

بعد ذلك تحركت المسيرة في اتجاه شارع بورسعيد وكان الكل متفق على الذهاب للمقر الآخر في الإبراهيمية أمام كليه الهندسة للرد على أحداث الظهر إللي افتعلها الإخوان ولما وصلنا المقر كانت الناس اقتحمته بالفعل وبدأت في رمي محتوياته في الشارع وقام أحد المتظاهرين بإشعال شمروخ في بلكونة المقر .. لاحظ أنه لم يتم إحراق أياً من المقرات كما زعموا هم.

تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
 لا أعلم مدى صحة الواقعة دي وإن كانت ملفقة من أحد المقتحمين أم لا ولكن من اقتحموا المقر وجدوا “برا”سوداء اللون بالداخل .. وعلى صاحبتها التوجه للمقر 😀
تصوير سامح مشالي
في نفس الأثناء فوجئنا بسكان منطقة الحضرة الجديدة طالعين علينا بطوب وأزايز وسيوف وكان من بينهم رجل يحمل سلاح ناري وباين عليه إنه مش من المنطقة .. لأني أعرف سكان المنطقة كويس وكلهم عمال حرفيين أو مسئولين عن قهاوي .. لكن الراجل ده شكله كان من مستوى اجتماعي آخر سواء بشكله أو بلبسه:
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
نقلاً عن موقع كرموز
نقلاً عن موقع كرموز

من شهادات ناس كتير جداً قدروا يتكلموا مع أهالي الحضرة قالولي إنهم كانوا متبلغين بمظاهرة “إللي هي مظاهرتنا” جاية للتعدي على منطقتهم ولذلك خرجوا للدفاع عنها .. الحركة دي معملهاش غير الرويني في موقعة العباسية 1 مع مسيرة ستة إبريل لوزارة الدفاع الأولى ..

قريباً هحاول إني أوصل لحد من المنطقة واتأكد منه من صحة المعلومة من عدمها
ولكن مش متوفر لدي حالياً إلا شهادة أفراد أنا أثق فيهم.
بعد ذلك استمرت المسيرة في توجهها ناحية سموحة باتجاه مقر جماعة الإخوان المسلمين في برج الملتقى خلف محطة سيدي جابر .. هناك لاقينا قوات من الأمن المركزي كتيرة جداً محاصرة المنطقة وسادة كل الشوارع إللي بتؤدي للبرج وده كان منطقي جداً مش لحماية مقر الجماعة ولكن لأن نفس البرج فيه فرع لشركة “أليكو” وفرع لبنك باركيليز ودول لو كانت حصلت أي حاجة كانوا هيتسرقوا بالتبعية بما إن في أي مظاهرة بيكون فيها مدسوسين منتظرين لحظات مماثلة ..
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
طبعاً كالعادة كان في تواجد لعناصر بالرداء المدني بين الأمن متعرفش بقى دول جراية ولا مخبرين ولا تبع مين بالظبط
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
لكن الغير منطقي هو تكرار موقف الاشتباكات من جديد بين عناصر من الجماعة والمتظاهرين في الممرات الجانبية إللي برضو الأمن المركزي ساددها .. والغير منطقي أبداً إن يكون الأمن المركزي واقف في نص الاشتباك مش بيعمل أي حاجة ولا أي تصرف منه.
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
الاشتباكات الأولى إللي حصلت في سموحة كانت في الممر المؤدي لمجمع القهاوي خلف محل عصير مكة
تصوير سامح مشالي
تصوير سامح مشالي
بعد انتهاء الاشتباكات إللي استمرت حوالي ساعة وشوية .. وفي حدود الساعة سبعة ونص بدء الضرب من الأمن المركزي بعد انتشار خبر اعتقال أكثر من فرد من المظاهرة وبدء الأمن أولاً في قذف قنابل الغاز على العمارات السكنية المحيطة بالمظاهرة .. منهم أكثر من قنبلة سقطت في بلكونات شقق سكنية مش عارف بصراحة قاطني الشقق حصلهم أيه ولكن كان الله في العون، استمر الكر والفر حتى الساعة الثانية عشر مساءً رصدت 3 حالات إصابة بالمطاطي في المستشفى الميداني ولكن جميعها كانت إصابات سطحية الحمدلله.

تحديث هام: شهادة “عبد الرحمن يسري” أحد الأعضاء في حزب “مصر القوية” عن ما حدث له من اعتقال أثناء بحثه عن صديق له تم القبض عليه أثناء المظاهرات

شهاده عبدالرحمن يسري عما حدث معه أمس
انا عبدالرحمن محمد يسري طالب بكلية طب الاسكندرية و عضو مؤسس بحزب مصر القوية
و مسؤول حركة طلاب مصر القوية في كلية طب
اللي حصل معايا انا وزمايلي عبدالرحمن الجندي و عبدالعزيز جمال و محمود جابر كالتالي
امبارح كنت قاعد على الفيس بوك لقيت زميلي عبدالرحمن الجندي كاتب انا اتقبض عليا 

قبلها انا كنت قاعد بكتب ستيتاسات و بوستات توضح مدى استيائي من الاسلوب الغجري الهمجي اللي تم به حرق مقرات حزب الحرية و العدالة.

اتصلت بزميلي احمد سعيد البراجة و سألته عن الجندي و قالي انه ما يعرفش هو فين و انه حيروح قسم سيدي جابر يسأل عنه
قابلته عند القسم و سألنا عنه لكننا ما لقيناهوش
و ساعتها اتوجهنا لمديرية الامن نسأل عليه هناك و برده ما لقيناهوش
لكني قابلت والدة الجندي هناك
كانت محروقة و ملهوفة على ابنها و بتدور عليه و لكن ان تتخيل منظر ام في موقف زي ده
حاولنا نهديها و نقلها ان الجندي والله من اكثرا تعقلا و حكمة و استحالية يكون شارك في اي شغب او اعمال تخريبية و انه ان شاء الله حيطلع
و بقى كل اللي في ايدنا اننا نكلم ظباط من معارفنا يدلونا على المكان اللي ممكن يكون اتحجز فيه
عرفنا بعدها ان عربيات الامن المركزي موجودة عن سور قطر محطة سدسي جابر نفس المكان اللي موجود فيه مقر جماعة الاخوان و ان الشباب اللي بتمسكوا بتحجزوا في العربيات و لسة موجودين هناك حتى الان
اتجهنا للمكان هناك و كلمت عاصم عبدالمعطي زميلي في الكلية عشان اخوة نقيب في الامن المركزي
عشان نحاول نخلي اخوه الظابط يكلم الظباط المسؤولين هناك و يفهونا ايه اللي حيحصل معاه او هو ممسوك ليه او حتى نخرجه
لما اتجهنا انا و عبدالعزيز و محمود لقينا شارع مقر جماعة الاخوان المسلمين مقفول بمكس من العساكر و شباب الاخوان منعونا من الوصول لمكان عربيات الامن المركزي
قبلنا ساعتها نقيب ما اعرفش اسمه طلع يعرف محمود زميلي و اتكلم معانا بمنتهى الذوق و الاحترام و قالنا دة كدة هم حيروحوا بيهم على مديرية الامن انتوا ممكن تستنوهم هناك
و فعلا اتجهنا تاني لعربيتنا الل كنا راكنينها عند ماكدونالز سموحة عشان نرجع المديرية تاني
اثنائها كان في هجمة كر و فر لكن المرادي الهجمة مافيهاش صوت سرينة الامن المركزي او طلقات الخركوش او قنابل الغاز
شباب من المتظاهرين بيجروا و شباب الاخوان بيجروا وراهم لحد نادي سموحة
اللي بيبعد عن مقرهم ما لا يقل عن 200 متر
كنا مستنكرين كل الحدث من الطرفين الصراحة لكننا و احنا ماشيين عبدالعزيز اتفاجئ برجل من الاخوان ثلاثيني من العمر ماسك عيل عمره لا يزيد عن 15-16 سنة و بيضربه
موبايل الولد وقع منه راح عبدالعزيز قال للراجل استنى اديله موبايله و حط الموبايل في جيب الولد و قال للراجل خف ايدك من عليه مات تضربهوش كدة انت تروح تسلمه
الراجل قالة في انفجار و انفعال و انت مالك
و اصر عبدالعزيز ان الراجل ما يضربش الولد
مع ارتفاع صوت عبدالعزيز و الراجل و حدة الكلام بينهم
جه جري علينا مجموعة من شباب الاخوان فاكرينا من المتظاهرين و ان الراجل قابض علينا
من غير اي تفكير اتلم علينا 8 او 9 افراد استلمونا ضرب و كل ما يمسكوا واحد فينا و يتمكنوا منه سواء احنا او المتظاهرين
تتعالى صيحات ( الله اكبر و لله الحمد
و في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء
اتضربنا طبعا لما قلنا يا كفا في مكانا و اخدونا على العربيات كل واحد فينا لوحده ما اعرفش صحابي فين ساعتها ما شفتهمش
في طريقي مكاني للعربية اللي بيبعد 5 دقائق مشي
و اقسم بالله العظيم لا بزيد ولا بنقص حرف حصل معيا التالي
_ تعالى معانا يا ك* امك
انا بقولهم محدش يمسكني كده انا طالب في كلية طب
نفس الشخص قالي كلكم خولات و بتقولوا انكم مهندسين و دكاترة
شباب الاخوان اللي جاي مش فاهم بيسأل عمل ايه ده ؟؟
و سواءا حد رد عليه او لا لازم يضر بالالم او بالشوم اللي ماسكينه
واحد ماشي معايا يضربني و يقولي شوفتوا ايه وحش من الاخوان يا ولاد دين الكلب باللظ والله
اللي زاد و غطا ان احدهم بقى ماشي يقولي مين اللي بعتك ها و يضربني بالشومة على راسي و حسمي
سحب مني المحفظة و عملي حركات بأصابعة من الخلف بعد ما اخد المحفظة
زميله الي كان ماسكني اخد منه البطاقة و قفل المحفظة و حطها في جيبي تاني
و كرر نفس الحركة النجسة كمان مرة في محاولة منه لكسر عيني

قلتلهم انا عضو مؤسس في حزب مصر القوية
شاب منهم بكل ما اتاه اللم من قوة و بعصايا حديد اداني على راسي و قالي خد دي بس عشان مصر القوية

اتهنت بشتيمة قذرة و وساخة و قلة ادب في ظهري و انا متكتف
و اي حد اعدي عليه يضرب باللي في ايده لحد ما وصلت عرية الامن المركزي
شباب الاخوان هما اللي فتحوا الباب و هو اللي قفاوا ورايا

الداخلية امبارح كانت عبارة عن شركة امن و حراسة الاخوان مأجرينها
لما طلعت في العربية لقيت موبايلاتي اتاخدت من جيوبي بعد ما فتشوني
و المحفظة كان فيها 500 جنيه اتاخدوا
و ناس تانية فيوق اكتشفت انهم اتاخد فلوس من محافظهم او محافظهم كلها
كمان لقيت رخصة العربية و رخصتي مش موجودة

اول ما دخلت العربية لقيت زميلي الجندي قاعد جنب شب مصاب و مكسورة اضلاعة
قسنا نبضه لقيناه واطي و الشاب بدأ يدخل في غيبوبة
طلبناله الاسعاف و ان في شاب من شباب الاخوان على باب العربية من اللي كانوا ماسكني
قلتله الراجل بيموت اضلاعه مكسورة من الضرب اللي اتضربه
قالي و انت بقى الدكتور يا روح امك خش اقعد جوة يا كلب
الاسعاف بعدها اخدت الشاب و مشت
فضلنا في العربية لحد الساعة 2 بليل تقريبا
و بعدين نقلونا على قسم شرطة برج العرب
فوجئت ان الظباط و العساكر بيتعاملوا معانا انا و زميلي عبدالرحمن الجندي كويس لاننا دكاترة
كان معانا شاب اغمى عليه من الخنقة و الكتمة في العربية و لما وصلنا القسم طلبت من الظباط انهم يطلعوني من العربية انا و الشاب اللي مغمى عليه عشان الحقه
الظباط استجابوا و فوقته الحمد لله
تم التعامل معانا في القسم منتهى الاحترام اللي ما قدرش الاخوان يتعاملوا بيه معانا
و نقلونا باتوبيسات لحد مديرية الامن تاني
هناك عرفت ان اهالينا حاولوا التواصل مع حسن البرنس بصفتنا طلبة في الكلية عنده
بعد ما حاولنا نتواصل مع رتب عالية جدا في الداخلية كان ردهم كلهم
شوف حد من الاخوان هو اللي يطلعك
وزير الداخلية نفسه مش حيعرف يطلعك
عند مديرية الامن لقيت مندوب من الاخوان واقف هناك معاه ورقة فيها اسمائنا عشان اتوصى علينا اننا نمشي
بعد ما اكتشفوا اننا مالناش يد في اللي بيحصل
لكنه كان واقف برده يبنقي مين يفضل و مين يمشي
الحمد لله طلعت انا و الجندي الساعة 7 الصبح و لقيت عبدالعزيز و محمود خرجوا قبلنا بساعتين

لكن بعد ما اتسرقت و اتهنت واتاخدت ظلم
و مرمطت اهلي ورايا

 
نص الشهادة كما وردت على لسان صاحبها تجدها هنا.
اعتراف طارق خضر” أحد أعضاء حزب الحرية والعدالة في احدى الردود على شهادة عبد الرحمن بأنه تم تأجير البلطجية هنا.
شهادات بعض الأشخاص الآخرين من من كانوا موجودين بالأحداث:
تحديث هام:

بشأن الإشاعة التي تداولها الإخوان بكثرة حول ظهور أبو العز الحريري وتصويره وهو يقوم بتوزيع الأموال على البلطجية الذين اقتحموا المقرات .. لم أجد أي فيديوهات تدل على ذلك إلا فيديو واحد فقط يحكي فيه الحريري عن حادثة الاعتداء عليه .. اللذيذ في الموضوع إن أبو العز ساعة انتشار الإشاعة كان بيحرر محضر في القسم فيمن تعدى عليه هو وابنه هيثم

الخبر نقلاً عن موقع كرموز الإخباري .. لنص الخبر اضغط هنا.

هيتم تجميع المزيد من الصور عن اشتباكات القائد إبراهيم وتحديث التدوينة بالوقت.

أنت .. كما تريد أن تكون

كم مرة لعنت الظروف والمفروض والواجب عليك عمله ؟ كم مرة حاولت أن تصير ما تريد وما تطمح ولكن ترتطم أحلامك دائماً بسقف الواقع الصلب القابع فوق رؤوسنا مباشرة ؟ كم واحدٍ منا كان يجب أن يصبح شيئاً ما ذو شأن في تلك الحياة ولكن قتله من حوله بخوفهم عليه وبمحاولاتهم المستميتة في تصحيح مساره الخاطئ -من وجهة نظرهم- فقتلوه وأماتوا بداخله كل ما هو جيد وما هو أخضر وما هو نقي ونظيف وطاهر ؟ كم مرة اكتشفت أنك لم تعد تستطيع فعل ذلك الشيء الذي كنت تعشقه وتؤديه بطريقة تظنها بديهية بشدة ولكنها في نظر الجميع قمة الاحترافية ؟! هل كنت تجيد التصوير وتسعى لاحترافه ؟ أراهنك أنه مات بداخلك ولا تستطيع الآن تمييزالمسكة الصحيحة لتلك الكاميرا الاحترافية باهظة الثمن التي حاربت من أجل اقتنائها.
 
إن الأحلام تسقط بالتقادم .. ومعها يسقط ذلك الشخص الذي تجرأ وحلم بها .. فما بال هذا الشخص يهذي عن كونه مختلف عن الآخرين ويسعى لأن يكون شخص مميز لا نسخة كربون من شخص ما آخر هو بالتبعية نسخة من غيره وغيره على امتداد الأجيال ؟ مابالك تحلم أيها الساذج فتتكسر أحلامك وينفرط عقدها على أراضي واقعنا الصلبة ؟ أنت ليس لك ها هنا مكان طالما ستظل تحدثني عن كم تريد أن تكون مختلفاً عن الآخرين، ولسوف أنبذك وأكفر بك بمجرد بدئك المحاولة الفعلية لأن تكون كذلك ولسوف أحرص على أن تبقى أحلامك تلك مجرد رؤى لا تراها إلا في مخدعك قبيل أن تنام .. تغمض عينيك وتدخل في عالمك الافتراضي حيث لا سلطة لأحد عليك غيرك تحارب الظروف وتنتصر عليها على غير العادة وعكس ما يحدث دائماً في الحقيقة، هنالك فقط لا تضطر أن تمد يدك لطلب المساعدة من أحد فلا يعطيك إلا الشفقة وبعض التظاهر بالاهتمام، وعندما تدير ظهرك له ينساك وينسى كل شيء عنك .. ثم يلعنك إذا لم يجدك إلى جانبه وقت حاجته.
 
ألهذا السبب تنام كثيراً إذا ؟ تلك الدنيا التي تنبُذُكَ ولا تقوى عليها وذلك الواقع الذي لا ذنب لك فيه سوى أنك تجرأت على أن تكون موجود يفوق كل طاقاتك على الاحتمال فتهرب إلى عالمك الافتراضي حيث أنت البطل حقاً وإلى الأبد .. حيث أنت سيد قرارك والوحيد المسئول عنه والوحيد الذي ستتحمل عواقبه .. حيث “أنت” .. كما تريد أن تكون !

خواطر قصيرة حول العبثية الوجودية

ذلك الشعور البغيض حينما تشعر أنك وحدك رغم كل هؤلاء الأصدقاء .. وأن تكره السفر والارتحال، وأن تكره أن هناك من يشتاق إليك رغم بعد المسافة ورغم محاولاتك المستميتة في إظهار عدم اكتراثك بأمنياته للقاء بك عما قريب .. فتعطي وعوداً بلقاء وهمي فقط لكي تتسنى لك الفرصة فيما بعد أن تخلفها .. تنفض المواعيد التي بينكم من ساعتك لكي يصير الفراغ في حياتك ثقيلاً يجثم على صدرك كجاثومٍ آخر في الليل الطويل ذو الوحدة الموحشة.
ولكنهم رُغم ذلك … يتفهمون .. ولا يكترثون لجفائك وثِقَلِ ظِلِكَ .. ولا يُعِيرون انتباههم لسوء المعاملة المُصطَنَعة .. واللا مبالاة التي صارت جزءً من تكوينِك .. فقط عند تلك اللحظة يصل ثقل ذلك الشعور القمئ الجاسم على صدرِك إلى ذروته.
ستموت وحيداً منسياً في ظلام غرفةٍ معبئةٍ بدخان سجائرك يوماً ما .. فقط استمر في تدمير كل ما هو جيد وطاهر في حياتك .. اعبث بالأقدار كيفما تشاء .. هدد وابكِ وأرعد كما تشاء .. حدث إلهً لا تدري لماذا قرر ألا يسمعَ لك .. ففي النهاية سوف يقبض روحك وتُردُ إليه فينبؤك بالعلة من وراء ذلك النسيان .. ويجازيك على تلك الأنفس التي قتلتها من فَرطِ التعذيب .. ويجازيك على لحظات الفشل في أن تكون دوماً ما أراد .. ما تريد؛ ويجازيك عن عدم الكف عن محاولاتك الوصول إلى ساميتك المعقدة التي تدرك أنك لن تنالها أبداً .. ويجازيك على كونك فاشل فاسد وعلى وجودك الذي أصبح يُضفي بعض العبثية في خلق هذا الكون المنظم الأركان .. وأن هناك دائماً من خُلِقَ ليكون فقط عبئاً على الآخرين .. دون أي فائدةٍ تُذكَر.
عاصم شاهين
يوماً ما ذو تاريخ أسود.

المتحولون – البداية

            المتحول هو شخص يمتلك تلك الموهبة الفائقة على التحول الفكري من توجه إلى آخر اعتماداً على أي التوجهات قد يجلب له المنفعة الأكبر والأكثر من غيرها من التوجهات الفكرية، وهو لا يعتمد في ذلك على ما يتفق مع آرائه وعقيدته الفكرية قدرما يعتمد على أيهم يجلب المنفعة المادية والرونق المجتمعي أكثر من غيره، فهو لا يمانع القفز من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين لمجرد حقيقة أن كفة الأخير هي الراجحة حالياً وأن كفة الأول لم تعد بنفس ذات القوة مع تغير الظروف والعوامل المحيطة به. 

            جميعنا يتذكر دائماً القصة الموروثة عن تاجر ما من الباشاوات كان يعظم الملك فاروق ويمجد شخصه ولكن فور ظهور أول ضوء يؤكد نجاح انقلاب يوليو قام بكتابة إعلان في الجرائد يشكر فيه الضباط الأحرار على ثورتهم على النظام الفاسد وتوليهم أمور البلاد .. وما لبث أن سمع عن انقلاب ناصر على محمد نجيب حتى سارع في اعتناق الأفكار الناصرية التي أراد عبدالناصر أن يوهمنا أنها المبادئ الاشتراكية رغم أنها كانت لا تتعدى مجرد نظرته الخاصة للاشتراكية والتي أدت طريقة تطبيقه لها إلى الكثير من المشاكل الكارثية التي عانت ولازالت تعاني من بعضها البلاد حتى الآن .. ثم فجأة ساند هذا التاجر انفتاح السادات وشكر كثيراً بعد رؤية مبارك الاقتصادية الثاقبة التي ستعلي شأن مصر وتجعلها في مصاف الدول المتقدمة؛ هو مجرد كائن طفيلي آخر يتغذى على دم المضيف المناسب.
            كمثال آخر؛ لي صديق جمعني به عمل تطوعي في الجامعة، كان عضو مرموق في لجنة شباب الحزب الوطني قبل الثورة وكان أحد المرشحين بشدة دائماً للكثير من المناصب في اتحاد الطلبة رغم الغباء السياسي المدقع الذي يتمتع به، هذا الشاب لم يجد أي مانع في إظهار أنه عضو في الحزب لمجرد إخراج نفسه من مأزق كلامي مع المشرف الأكاديمي للاتحاد ذات مرة، وهو لم يكن يجد أي مشكلة في كتابة بعض التقارير في زملائه من الحين للآخر وكنت أنا من ضمن هؤلاء أكثر من مرة على أقل تقدير، وهو أيضاً لم يجد أي مانع في أن يقول لي –ساخراً- حينما قابلني في الرابع والعشرين من يناير -أي قبل الثورة بيوم واحد- نصاً “أيه يابني هتعملوا أيه بكرة ؟هتجمعوا نفسكم في التحرير وتولعوا في نفسكم ولا أيه ؟! ها ها ها” المشكلة أن نفس ذات الشخص فوجئت به بعد عودة الانترنت في مصر يحدثني عن بطولاته وهو يقذف الطوب على عساكر الأمن المركزي في الثامن والعشرين من يناير، وعن مدى شعوره بالراحة النفسية بعد عودته لبيته في ذلك اليوم وفخره بذلك الجيل وإلخ إلخ من ذلك .. هو لم يؤمن فجأة بأن المصلحة الشخصية ليست كل شيء أو أن مصلحة الوطن تفوق في الأهمية الحالة الاجتماعية والاحترام المصطنع الذي يظهره له الكثيرون بسبب كارنيه الحزب الحاكم في محفظته، هو فقط أدرك قبل الآخرون من فصيلته قرب زوال الامبراطورية التي يحتمون بها فأخرج الكارنيه خاصته وقطعه ثم أخذ يبحث عن الكارنيه الجديد الذي له نفس المفعول في هذا المجتمع، نفس الشخص لم يجد غضاضة أبداً في الدعاية لمرسي ضد شفيق لأنه –كما ادعى- في خلاف سياسي مع الأول ولكن الأخير خلافه معه يشوبه الدم .. وهذه الفكرة قد تكون نبيلة إذا ما كانت خرجت من فم غيره بالنسبة لي على الأقل رغم كامل اختلافي معها ولكن أن تخرج منه هو  شخصياً مع هذا الكم من العداء لفصيل الإخوان في الحياة العملية خاصته فهذا يُعد تفوق ملحوظ على قمة العهر السياسي في أعتى مراحل أمجاده.
            التحول عامةً ظاهرة طبيعية وتستطيع إيجادها في الطبيعة إذا ما تفكرت قليلاً في الخلق، هي مجرد محاولة يائسة يمارسها الكائن الحي من أجل البقاء والمحافظة على النوع مع التغير البيئي المحيط، فبفضل تلك الظاهرة تضخمت زائدة الأرنب الدودية وأصبح للفيل “زلومة” على سبيل المثال .. وإذا أردت التفكر في الموضوع باستفاضة أكثر فيمكنك مراجعة نظريات دارون في النشوء والارتقاء وآخرون من علماء الأحياء، ولكن لا أظن أن زائدة الأرنب أعطته الفرصة لجني المزيد من المال أو أن الفيلة أصبحت في وضع اجتماعي أفضل مما سبق بعد استطالة أنفها كما نفعل نحن البشر.
التحول أو أسلوب حياة “عاش الملك- مات الملك” موجود عامةً لدى معظم الشعوب التي تعاني مثل ما نعانيه من فقر وجهل وضحالة فكرية، تلك المجتمعات التي تتعامل دائماً بسياسة القطيع، وهنا يدق ناقوص الخطر في تلك الظاهرة من تحولها من مجرد ظاهرة فردية لدى بعض الأشخاص الانتهازيين إلى سلوك مجتمعي يمارسه العامة دون شعور؛ أحترم كل ساند الإخوان في انتخابات الرئاسة ضد شفيق رغم اختلافي معهم وعدم اقتناعي برأيهم ولكن كيف يمكنك أن تتحول من كاره للإخوان بسبب سلوكياتهم ونهجهم فيما بعد الثورة إلى مُهَلّل بكل كبيرة وصغيرة يقوم بها مرسي في حياته اليومية .. كيف يفكر شخص هتف يوماً ضد الإخوان –مثلاً- أن ينشر صوراً للدكتور مرسي وهو يصلي ويتغنى بمدى تقواه وورعه وقربه من الله ؟! أو أن يصدق كلام منشور على الانترنت عن لسان مهندس بترول ما يقسم بأن الانتاج زاد فجأة بنسبة 25% بعد إعلان النتيجة مباشرةً ؟! وعلى الناحية الأخرى فهناك أشخاص كثر ممن ساندوا شفيق كانوا متواجدون في الميدان منذ ما يزيد عن السنة من الآن يهتفون بسقوطه هو وحكومته، ولكن لمجرد كراهيته المفرطة للإخوان سواء بسبب سياساتهم الفاشلة أو بسبب تأثر تلك الفئة بجرعة مكثفة من الإسلاموفوبيا فهو لا يجد أي غضاضةٍ من أن يضرب عرض الحائط بكل أفكاره ووعقيدته الثورية كاملة لمجرد أن يراهم يخسرون .. فمالكم جميعاً كيف تحكمون ؟!
للأسف فإن صناعة الطواغيت –وهي الصناعة الوحيدة التي نجيدها نحن المصريون- لا تأتي إلا من نهج التحول عندما يصبح ظاهرة مجتمعية يمارسها الجميع بالفطرة، فكفوا أرجوكم عن التباهي بأن الرئيس يصلي الفروض جميعها في المسجد لأن هذا من المفترض أنه نهج كل مسلم وهو لا يتميز فيها بشيء عن غيره من الملتزمين دينياً ولأنها أيضاً أشياء شخصية يمارسها كل من هم تحت الأضواء ولا يمكن أن تميز بين من هم سيئون ومن دون ذلك إلا من نيتهم .. والنوايا ليست محل نقاش بين أناس يتدبرون، ودعونا لا ننسى أن بشار الأسد والقذافي كانوا يصلون أمام الكاميرات وأن –أيضاً “دينا الرقاصة” تقرأ الفاتحة قبل كل فقرة لها في إحدى كباريهات شارع الهرم، وأنها أدت فريضة الحج في العام قبل الماضي، وأذكركم فقط أن مبارك لم يتحول إلى ذلك الطاغوت الذي كان عليه إلا بعد مبايعة الدم التي تمت له من أعضاء المجالس التشريعية والوزراء قبيل نهاية فترته الرئاسية الأولى، والتي كان –كعادته- لم يكن ينتوي الترشح بعدها ولكنه رضخ للضغوط الشعبية عليه.
 
عاصم شاهين.
1-7-2012

الخرطوش الذي سيُسقط حكم العسكر

قلما كنت مرتب الأولويات إلى هذا الحد .. ولكن كانت الأولويات واضحة جداً في تلك اللحظة .. يجب أن ألتقط هذه القنبلة وأن أقذفها على تلك المدرعة هناك .. يجب أن ألتقطها وأتقدم حتى أصل إلى السور النصف متهدم كي لا أدع مجالاً لسقوطها خطأً على الثوار المرابطين في الصف الأول .. ثم أقذفها بالدقة التي تعودت عليها فتهبط في المكان المنشود .. حتى أجبر المدرعة على التراجع متخبطةً فتكسر صف الأمن الذي يستعد خلفها، بدأت بتنفيذ الخطوات بحرفية عالية .. مرت ثالثة أيام بالسير على تلك الخطوات ولم أُخطئ أبداً .. أرى المجند أعلى المدرعة يسحب السلاح ويشد الأجزاء ويصوب ناحيتي .. لم أتردد لحظةً عن خطتي .. كنت قد وصلتُ لنقطة اللاعودة ولا أستطيع الفرار والقنبلة في يدي .. ولكن عليّ أن أُسرع لتنفيذ خطتي قبل أن يُنَفذ هو الخطة خاصته .. وبعد أن أنجح فليكن ما يكون منه .. لا أستطيع أن أُجزم إن كانت النظرات التي ارتسمت على وجهه في تلك الثواني نظرات توعد تلتها نظرات تشفّي أم لا .. ولكنني شعرت بذلك في تلك الأثناء .. كانت المسافة بيني وبين النقطة التي سأقذف من عندها ما في يدي قد ضاقت حينما شعرت بأجسام صلبة تصطدم بجسدي اخترق أحدها أعلى رأسي وسمعت صوت ارتطام الآخرين بقناع الغاز على وجهي .. لم تتغير أولوياتي بعد رغم رؤيتي لخيط من الدماء يسيل فوق زجاج القناع الواقي على وجهي ، استمريت في التقدم بخطوات ثابتة حتى وصلت إلى السور بنجاح .. بدأت يدي تخونني وأنا أقذفها، لسبب ما لم أفهمه إلا متأخراً سقطت القنبلة أسفل قدمي أنا .. نظرة ريبة أنظر بها للرجل وللقنبلة أسفل قدمي ولخيط الدم الذي يسيل على بعد سنتيمترات من عيني قبلما قررت أن أبدأ في التراجع .. تلك النظرة في عيني المجند الذي يحمل البندقية فوق العربة وهو يزيحها عن عينيه وينظر إليّ ليتأكد إذا كان قد أصاب الهدف أم لا .. ترنَحَت قدماي قليلاً لسبب ما لم أكن أدركه بعد، تسرب جزء من الغاز لأنفي أجبرني على خلع القناع عن وجهي بينما بدأت أفهم ببطء سبب ذلك الصداع المفاجئ الذي أصابني .. استندت إلى أقرب جسد رأيته في طريقي وهمست له بصوت متقطع “خرطوش” حملني متطوعاً وجرى بي إلى المستشفى الميداني .. وفي الطريق لم ينسى حظه من استنشاق الغاز الذي أصابه بدوار اضطره إلى إسقاطي على الأرض ثم معاودة حملي من جديد، بالمستشفى قام ثلاثة جراحين باستخراج خرطوشة مطاطية متوسطة الحجم من الجانب الأيمن أعلى جبهتي .. بعد محاولات شد وجذب معها خرجت الطلقة بنجاح واستقرت في يدي لبضع الوقت .. ثم التقطتها أيادٍ أخرى لترى ما هي وزراة الداخلية التي لم تتغير رغم الثورة .. تمت خياطة الجرح بنجاح وتوجهت إلى سيارة من كان يحملني منذ قليل، والذي أصر على نقلي للمنزل .. في السيارة اكتشفت بالصدفة وجود فتحات في ملابسي عبرت منها طلقات أخرى .. كنت قد فقدت الإحساس بجسدي من أثر الصدمة والوجع الذي يسيطر على رأسي، فانتقلنا إلى أقرب مستشفى حيث قاموا باستخراج الطلقة الأخرى من فخذي، والتأكيد أن الثلاثة جروح الباقية جروح سطحية وأنه لا يوجد أثر لطلقات في جسدي، في التحقيق كتبوا كلام مغلوط ولم يوافقوا على كتابة أنه طلق خرطوش وإنما كتبوا إنه طلق ناري في الفخذ الأيسر، بينما إصابتي كانت في الأيمن .. وأصروا على عدم تسليمي الطلق بعد استخراجه بعملية جراحية بحجة أنه حرز يجب تسليمه للنيابة، وبعد ذلك ادعوا أنه فُقِد عندما أردت أن أريه لأهلي وأصدقائي، التعنت القادم من كل الجهات كان حليفي .. فمن خمس طلقات لم أحظى إلا بواحدة لأحتفظ بها أو حتى أقدم بها بلاغ إذا أحببت .. كنت أتابع أخبار الميدان بينما أنا في السرير وأحزن حقاً .. لم أكن أكثر من أصيب أو أشد من أصيب في الميدان .. كان هناك من أصيبوا بأضعاف ما أصبت به من طلقات .. ياالحظ العسر .. حتى أن بعضهم ظل قابعاً بالمستشفى ولا يجد له متبرعون بالدم بعد ما خسر جزء كبير من دمه إثر الإصابة بأكثر من خمسين خرطوش .. ولعله لا يزال طريح الفراش حتى لحظة كتابة تلك السطور.
في مصر فقط تستطيع أن تقوم بثورة ثم ترى الحق وهو لا يزال يضيع بين أقاويل السلطة ومدّعيّ تمثيل الشعب .. في مصر فقط يتظاهر الغاضبون ضد وزارة فاسدة لا تقوم بعملها ولم تحافظ على أرواح من وجبت عليها حمايتهم فيكون الرد بالمزيد من القتل والمزيد من الإصابات، ولا يحاسب المسئولون عن تقصيرهم أو تواطؤهم .. في مصر فقط يكون الوضع الطبيعي أن يواري الآباء جثث أبنائهم في التراب، يكفنوهم بالدموع والحسرة ثم يستودعون حقوقهم عند الله الذي لا تضيع لديه الودائع .. بينما يكون موقف ممثليهم الذين حمَّلوهم أمانة قيادة دفة الوطن إما إنكار ما حدث أو الادعاء بأنهم استحقوا ما لاقوه .. في مصر فقط يُسفك دم الشباب هدراً، بينما تزداد الكهول كهلاً على الكراسي الجلدية وفي القاعات المكيفة.
قد يكون الخرطوش لم يُضرب في محيط وزارة الداخلية كما ادعى السيد الوزير .. قد يصدق الإخوان كلامه ويباركوا ادعائات نفس الوزارة التي ادعت سابقاً أنهم جماعة محظورة وأن تلك الجماعة هي المسئول الأول عن الانفلات الأمني الذي افتعلته تلك الوزارة في السابق .. وهم يعلمون جيداً مدى فسادها ومدى رعونتها .. قد يكون ما تم استخراجه من جسدي وجسد غيري هو نبت شيطاني ينتجه جسد هؤلاء المصابين بمرض “حب الوطن وبُغض الكراسي” .. وقد يكون ما ظهر علينا في الميدان في ذلك اليوم هو أعراض ذلك المرض حيث تنتج أجسادنا كرات من المطاط ثم تقذفها للخارج لتُحدث جروحاً وتعيدها للداخل مرة أخرى .. أو قد يكون ما تم استخراجه من جسدي هو نوع من توابل الطعام كما قال أحد أصدقائي ساخراً .. سوف أؤمن بكل ذلك يوماً ما .. فقط أعطوني وقتاً حتى تندمل جراح جسدي وأكف عن الاتكاء على تلك العصا البغيضة أثناء المشي.
قد يصدق البعض كل ما ادعته الوزارة وكل ما باركه برلماننا العظيم “برلمان الثورة” الذي لا هم له إلا أن يُقسم بأنه لن يخالف شرع الله وأن يقيم الأذان وسط القاعة وأن يقوم بتوزيع “البونبوني” على أعضائه الكرام .. ولكن ذلك الفساد لن يفعل بهم إلا ما فعله فساد مبارك سابقاً .. ولسوف تنجح تلك الثورة ولو استمرت قرناً من الزمان .. ولو حتى وفروا وسائل لإبادة كل المرابطين في الميدان .. ولسوف ترى تلك البلاد الحرية ولو لم يكن ذلك في زمن الجيل الذي قام بها .. ذلك الخرطوش الذي رميتونا به لم يُزِدنا إلا ثباتاً في مواقعنا .. تلك الطلقات الخمس التي أصابتني لم تزدني إلا إصراراً على سرعة التعافي حتى أعود لأرابط في نفس المكان الذي سقطت فيه سابقاً .. حتى يسقط ذلك النظام الفاسد .. وحتى يسقط حكم العسكر.
عاصم شاهين.
الإثنين 6 فبراير2012.

تدوينة أُخرى ضد العسكر

وهذا ماحدث في 28يناير2011.
أخيراً وصلت إلى قلب التحرير بعد حرب مُضنية في الشوارع الجانبية لمنطقة ما لا أعرفها بجوار ميدان عبدالمنعم رياض، حيث اُحتُجِزنا أنا وحوالي ثلاثون متظاهر آخرون بعد ابتعادنا عن المسيرة الكبيرة في إحدى أوقات الضرب، ولم نستطع العودة أو الانضمام إليهم مرة أخرى فكنا وحدنا نحارب ضد جنود الداخلية التي خصصت لنا عربة نقل جنود كاملة وعربة أخرى مصفحة .. تسد الشارع من الناحيتين حتى نبقى نحن في المنتصف نحارب من جميع الجبهات، بلا أي أخبار أو معلومات عما يحدث بالخارج، حتى أننا لم نفهم انسحابهم حتى صاح فينا أحد سكان الشارع بأن “الجيش نزل والداخلية انسحبت” خرجنا سوياً من تلك الحارة لنجد أنه كان هناك عالم آخر بالخارج .. حرب أخرى أكبر وأكثر دموية، عند المتحف تصطف لجنة شعبيه من الثوار لتأمينه بعد محاولة سرقته، وبالسير باتجاه الميدان كانت أعداد غفيرة من البشر تتزاحم بينما يبحث الجميع عن أي شيء له صفات ضباط الأمن المركزي ليحرقه، كان الغضب سائد أكثر من كل شيء، وكانت الفرحة بمرور عربات الشرطة العسكرية لا توصف، حتى أن بعضهم كسروا سقف إحدى السيارات من كثرة التزاحم عليها وتسلقها للاحتفال .. كان صوت القنابل والرصاص قد توقف لنفاذ ذخيرة الوزارة المكسورة بينما تتدفق عربات ومدرعات الجيش باتجاهها بحجة السيطرة عليها، ومع كل وفد يمر تزداد همة جهاز الشرطة من جديد لسبب ما، قيل أن الجيش متواطئ، وقيل أنهم اكتشفوا ذخيرة كثيرة في أحد عربات الشرطة العسكرية، قالت “بثينة كامل” أنها رأت أحد المدرعات وهي تدهس المتظاهرين وتمر فوقهم، عم الغضب والاحتجاج من جديد واحترقت بعض السيارات والمدرعات كل هذا ونحن في حيرة أين تكمن الحقيقة وما هي التفاصيل، أذكر وجه مجند شرطة عسكرية أخرجه المتظاهرون عنوةً من سيارته في محاولة لاستجوابه عن الأوامر التي صدرت لهم، وهو يحتضن سلاحه “الميري” وينظر حوله في رعب استجداءً لأي نوع من المساعدة، كان يبكي خوفاً من مصير ما لا يعلمه، بينما تجبَّر المحتشدون حوله خوفاً من خيانة قد تكون واقعة.
لم نأْمن يوماً للعسكر ولم نصدقهم، ولطالما تحدَّثنا عن فساد المؤسسة العسكرية في مصر وتجبرها .. ولكن سيناريو الـ18 يوم جعل الأغلبية تنبُذ فكرة المؤامرة من عقولها، كنا نشاهد العصابات وهي تحاول اقتحام الميدان في حماية الحرس الجمهوري ولا نعير انتباهنا، كنا ننام تحت الدبابات كي نُثنيها عن دخول الميدان ولا نتسائل مَن أعطاهم تلك الأوامر من الأساس، كنا نراهم يثنون على الثورةِ والثوارِ ولا نتسائل لماذا رضوا أن يعيشوا في ظل الفساد طالما هم بهذا الشرف، كنا نراهم وهم يفقدون أعصابهم على منصات التحرير ونكّذب أعيننا وآذاننا ونقول “ذلاتِ لسان”، ولكننا رأيناهم فيما بعد يدهسون أحلامنا بأعيننا، وسمعنا أكاذيبهم بآذاننا، فهل يُعقَلُ أن نستمر ونستمر في نفس الكذب هرباً -بسذاجةٍ- من واقع أن الفساد في هذه البلد مستشرٍ إلى هذا الحد ؟!
كان المجلس يريد أن يعيد تجميع قواته مرةً أخرى لكي يبث فيهم وفينا أفكار التخوين والتفرقة أولاً .. لم يكن لجندي أن يحرك الدبابة فوق أجساد النائمين أسفلها وبين ثنيات جنازيرها إلا لو كان يعلم مدى خيانتهم لأوطانهم، إلا لو تم إقناعه بأنهم مايفعلون ذلك إلا من أجل حفنة من الدولارات وسفرةً أو اثنتين لأمريكا أو غيرها، كان يجب أن يبثوا في نفوس الجنود أن هؤلاء العُزَّل تدربوا تدريباً أعلى من تدريبهم وأنهم العدو فاخشوهم، هكذا فقط يكتمل المسار وهكذا رأينا المدرعات والمجنزرات تدهس من يقف أمامها أو يفكر في النوم تحتها فيما بعد .. هكذا تم اتهام كل من ليس لديه إلا صوته بالعمالة أو الخيانة أو الانتماء لآجندة ما تسعى لأن تُنفَذ، هكذا كذب العسكر وانكشفوا بعد اقتراب الأوان على فواته، وهنا فقط ظهر حقاً من له آجندة يسعى لتنفيذها لمصلحة شخصه أو تياره أو جماعته ومن كان حقاً يسعى للثورة، فبقيت خطوة واحدة هي تصفية كل من تمسك بالثورة لأنها باقية وترك المنصب لأنه كالزبدِ يذهبُ جفاءً.
بالأمس قُتِل ناشط في ظروف غامضة، وقبله تم الاعتداء على نوارة نجم، أخبار عن آلاف المعتقلين ومئات المعذَّبين وعشرات المفقودين منتشرة هنا وهناك، ولا نسمع من مجلسنا الموقر غير بعض الأحاديث الهزيلة عن الظروف الغامضة والأيادي الخفية والأطراف التي تحمل جميعها الرقم (3) وهذا يوضّح إلى أي مدى هم أكفاءٌ لتحمل المسئولية التي على عاتقهم من قُرابة سنة حتى الآن.
سياسة التخوين هي أسهل طريقة لإثناء مصري ما عن هدفه وجعله يعيد حساباته من جديد، يكفي لهدم إيمان أي شخص ما بهدف معين أن تبث في عقله أفكار غير مباشرة عن مدى إخلاص من حوله لفكرته حتى تثنيه عنها، وهذه هي الطريقة التي يتم التعامل بها معنا على الدوام، كل من لم يتعاون مع المجلس العسكري من أفراد أو حركات أو تيارات الآن هم حفنة من الخونة والعملاء تلقوا تدريبهم بالخارج، ناهيك عن أن المجلس الموقر الذي يلقي هذه الاتهامات جزافاً، يلقيها مسرعاً ثم يعاود أدراكه ليلمم لما تبعثر من دولارات معونته أثناء سيره، ناهيك أن ذلك المجلس هو أكبر جهة رسمية في مصر تتلقى تمويل من الخارج وتسافر في بعثات للتدرب، وناهيك عن أن تمويل المجلس أو الثوار -إن وجد- يتم بصورة قانونية وتحت نظر الحكومة، إلا أن الميكروفونات أمام العسكر والكاميرات كلها موجهة إليهم، فلن يعير أي أحد انتباهه إلى بعض الشباب الذين يسيرون في الشوارع وسلاحهم الوحيد هو أصواتهم التي بُحَّت من كثرة الهتاف .. لأنهم أصلاً يسعون بخطىً حثيثة إلى خراب البلاد، هكذا يُطبق مبدأ “إللي على راسه بطحة .. يشاور على بطحة غيره”.
أستطيع تماماً تفهّم موقف الإخوان و السلف من الوضع الراهن، وكيف قبلوا أن يبقوا في بيوتهم يدعون الله أن تتم الانتخابات على خير، بينما يسير الآخرون في الشوارع لتشييع جنازة شهيد ما مات في معركة جديدة مع الجيش أو الشرطة، ولكن ما يثير حنقي حقاً هو هذه الفئة الغير مسيسة التي أخذت على عاتقها مسئولية النضال ضد الثورة والتهجم عليها، لا أؤمن بأن هناك حكومة ما تستطيع الزج بشعب بأكمله لكي يوهمونا أننا قليلون أو أننا وحدنا في الساحة، ولكن كمية عبارات “خربتوا البلد” و “عايزين أيه تاني” و “خلوا عجلة الانتاج تشتغل بقى الله يخرب بيوتكم” أصبحت لا تطاق بالفعل، الثورة قامت بسبب خراب البلد وتوقف هذه العجلة منذ سنين يا أغبياء القوم، و”يسقط يسقط حكم العسكر” كان -في الأصل- من هتافات حركة كفاية منذ عام 2005 .. أفلا تعقلون !!
قد يكون الخامس والعشرين من يناير القادم أفشل أيام الثورة، وقد لا يسقط حكم العسكر في حياتي أو حياة من يأتون من بعدي، ولكن ذلك لا ينفي حتمية المشاركة، لأن بها سنزيل لبنة أخرى من حكم فسد منذ سنين، كما أسقطت كل المظاهرات والوقفات السابقة لبنات بسيطة في جدار حكم مبارك، إن كنت قد نزلت السنة السابقة من أجل مصر، فقد يمثل لك ذلك اليوم فرصةً لتوحدنا من جديد، وقد يصبح بداية بث الروح في ثورة قُتِلت تحت مجنزرات الجيش الذي فسد حكامه ومحركيه، ونعموا في رَغَدِ عيش مبارك فأصبحوا جلاديه ذوي الوجوه الوسيمة، قد نستطيع زعزعة ذلك العرش الذي يجلسون عليه منذ سنين بطريقة غير مشروعة، وأتمنى أن يكون بداية عهد نرى فيه تلك البلد ولو ليوم واحد آخر مرفوعة الرأس.
سأكون في الميدان يوم الخامس والعشرين، لن أهتم بعرض البدائل على من يجادلوني لأنها كثيرة جداً، لن ألتفت إلى من يسبني أو يشتمني أو يخَّونني، ولن أُشغِل بالي بمن يلومني أنا على فشل العسكري المقصود في إدارة مصر الثورة، سأركز كل أهدافي وطاقتي على جملة واحدة فقط “العسكر .. ميحكمش .. لأنهم كاذبون”.
عاصم شاهين.

مصر فوق الجميع .. بما في ذلك المجلس العسكري

يوم 28يناير2011.
كلنا كنا بنهتف في التحرير إن الجيش والشعب إيد واحدة، الناس من فرحتها إن الجيش نزل تزاحموا على عربيات الشرطة العسكرية، لحد ما كسروا سقف عربية منهم، كانت ذخيرة الأمن المركزي والداخلية خلصت وبقوا بيدافعوا بس عن مقر الوزارة في شارع لاظوغلي، دخل الشارع أول عربية جيش .. ثاني عربية جيش .. ثالث عربية جيش .. وفجأة بدأ الضرب يشتغل تاني، شوية ووقف، دخلت كمان عربيتين جيش واشتغل الضرب من جديد، هوا الجيش معانا ولا ضدنا يا رجاااالة ؟؟ الجيش معانا، لا لا الجيش ضدنا، الناس اتلخبطت جداً، 3 عربيات شرطة عسكرية اتولع فيهم، عسكري كان بيبكي قدامي وهو ماسك في سلاحه الميري وخايف من الناس إللي ماسكاه من قفاه وهو مش عارف يعمل حاجة، كل ده جميل وطبيعي جداً، وكل ثورة بيبقى ليها أخطائها واكتشفنا ان الجيش معانا وان الجيش كان داخل يسيطر على قوات الداخلية إللي بتقتل في الناس عشوائي، وإن الجيش حلو وأمور وطعم وبيضرب تعظيم سلام لشهدائنا في بياناته ع التليفزيون.
بعد 100 يوم.
الاعتقالات إللي حصلت في المية يوم دول أكتر من اعتقالات مبارك في سنتين تلاتة، المدنيين بيتحاكموا عسكرياً عشان كانوا بيعبروا عن رأيهم في نفس الوقت إللي مبارك بيتعالج فيه على نفقة الدولة وبيعيط وبيمسك في السرير وصباح السلبطة إللي في الدنيا .. طب هوا إحنا يعني عملنا ثورة وموتنا واتجرحنا عشان نفضل نحط صور المعتقلين في البروفايل ع الفيس وفي المدونات ولا أيه ؟؟
يمكن يكون المجلس العسكري مش طمعان في الحكم، وأنا متأكد إنه كمان مش بيخطط لأي حاجة لا سمح الله تلتف ع الثورة .. أصل الجيش ده جيش الشعب إللي مقلش ليهم لأ برضو، بس إللي أنا متأكد منه كمان إننا ممشيناش إبن المخلوعة عشان يجيلنا ديكتاتور تاني في صورة مجلس، إللي أنا متأكد منه إن المجلس ده سواء كان بيلعب بديله أو كان ماشي سليم واحنا إللي الحماسة واخدانا فهو مش فوق المسائلة، أنا متأكد إن لما جهة حاكمة في دولة تتكلم عن “قوى الظلام الخفية” يبقى أكيد الجهة الحاكمة دي مخبية مصيبة كبيرة أوي، أنا متأكد إني بعد الثورة كنت عايز بلد في شفافية عن كده شوية، أنا متأكد إن المجلس مش شفاف، أنا عايز مجلس شفاف يا جدعان بقى .. عايز أعرف أبصبص براحتي.طيب ماهوا أكيد المجلس بيعمل كده عشان يداري على مصايبة المتلتة أيام مبارك، أنا مع اقتراح عبقري جداً، احنا نعفوا عن المجلس العسكري وكل إللي ماسكينه على مصايبهم إللي بريحة إللي كانوا بيعملوها أيام الحاج أبوجيمي، بس يخلوا هما في شفافية حبتين، عايز أعرف إن إللي ماتوا واتصابوا في الثورة دول مماتوش ع الفاضي، عايز أحس إنهم ماتوا عشان هدف .. عشان رسالة، وإن الثورة نجحت ومتركبتش، أنا مش فاهم إللي بيحصل وعشان كده أنا قررت أتكلم، عايز حد يفهمني “جيشنا يا جيشنا ياجيش الشعب” بيعمل معانا كده ليه ؟؟ عايز أفهم ليه المصريين فضلوا يدِّعكوا ضرب ونار ومولتوف قدام ماسبيرو لمدة 3 ساعات بدون أي نجدة في حين إن السفارة الإسرائيلية إتأمنت في خمس دقايق، ماهوا لو الجيش والشرطة -لا سمح الله- إمكانياتهم ضعيفة كنا قولنا ماشي وشدينا حيلنا معاهم شوية، لكن ماشاء الله دول صيع تأمين في السفارات اللهم لا حسد يعني، عايز كمان أفهم ليه كل الناس بتُعتَقَل بتهمة البلطجة مع إنهم بيبقوا نازلين مظاهرات عادية وسلمية، عايز أفهم مين إللي بيدفع للبلطجية عشان يدخلوا في وسطنا في المظاهرات عشان الجيش يتلكك ويضربنا، ياترى مين إللي بيدفع للوحوش دول عشان يخربوا في المظاهرات عشان يسمحوا للجيش إنه يدخل يدعك فينا كلنا، عايز أعرف كمان معالي وزير الداخلية مش شايف شغله ليه ؟ وياترى هوا مش عاوز يرفد قيادات الداخلية التابعين للعادلي ليه؟ ماهو أكيد مش همه عليهم وعايزهم ياخدوا مكافئة نهاية الخدمة عشان ياحرام يدفعوا مصاريف العيال في المدارس، ماهو انت لو ممسوك من أيدك إللي بتوجعك استقيل وريحنا يامعالي الوزير، بدل القرف إللي في البلد ده.

يوم 24 يناير أنا كتبت وصيتي عشان كنت حاسس إني مش هرجع، ويوم 28 يناير زودت على الوصية دي التاريخ بتاع 28 يناير، وفضلت أرجع البيت قبل كل مظاهرة أنزلها عشان أزود تاريخ المظاهرة دي، عشان لو حصلي حاجة الناس تعرف أنا مت أو فُقِدت ليه، ويوم 11 فبراير أنا رجعت كتبت The End وكنت فاكر إن بلدي خلاص بقت أحسن، وإن خلاص مبقاش في لازمة للمظاهرات، وإن بعد كده كل مطالبنا هتتحقق بمجرد الإعلان عنها، أو يمكن من قبل الإعلان كمان، لكن أنا شايف إن الوضع بقى غير كده خالص، وشايف إني بصراحة كنت ساذج وأهبل .. أنا هكتب وصية جديدة وأسيبها على مكتبي، لأني برضو مش عارف إللي هيحصلي يوم 27مايو، أصل بصراحة بيقولك إن إللي بياخدوا حكم عسكري بيطولوا شوية في السجن، وبعدين الرصاص الحي بيوجع كتير عن المطاطي، ومش عارف كمان إذا كنت هحتاج أزود على الوصية دي أي تواريخ تانية بعد 27مايو، ومش عارف أصلاً إذا كنت هرجع من يوم 27 ولا لأ، بس الحاجة الوحيدة إللي متأكد منها إني نازل وإني ههتف المرة دي ضد كل واحد بيستهبل وكل واحد بيستعبط علينا، المصريين صنعوا التاريخ في 25يناير، وهيصنعوه تاني في 27مايو .. ماهي دي عادتنا كمصريين واتعودنا عليها.أنا نازل يوم 27مايو كمواطن مصري مسلم، ومش هحط في بالي تحذيرات المجلس العسكري ولا تكفير السلف والإخوان، لأن كل إللي فاتوا دول مش بيمثلوني كمصري أو كمسلم.

أنا نازل عشان مش حاسس بالثورة.
أنا نازل عشان أنا عايز أعرف أيه هي قوى الظلام الخفية.
أنا نازل عشان أنا عايز البلد مترجعش لورا.
أنا نازل عشان أنا همي على الثورة وعلى مصر
أنا نازل عشان أنا مخوفتش من كلاب العادلي، فعيب أوي لما أخاف من عسكر طنطاوي.
عاصم شاهين.
مواطن ثائر.
23مايو2011.
يوم انتقاد المجلس العسكري.

سيناريوهات ملفات أمن الدولة

                من يوم الجمعة 4مارس بالليل وأنا بحاول أجمّع إيه إللي ممكن يكون مقصود بحوادث ملفات أمن الدولة سواء إللي وجدت في اسكندرية أو في ستة أكتوبر أو مدينة نصر، وطبعاً موقف الجيش من المتظاهرين أمام أمن دولة لاظوغلي.
            لكن عايزين نقف وقفة في قضية الملفات المسربة دي، لازم نفهم إننا بنتعامل مع أسوء جهاز مخابراتي في الدنيا، وإن احتمالية أن يكون الوضع الحالي مقصود مش بعيدة تماماً على جهاز كجهاز أمن الدولة المصري، وأن تكون الأحداث الحالية هي جزء من الثورة المضادة إللي زهقنا من التحذيرات اللي بتتقال بسببها، وإن السيناريوهات المحتملة للحالة دي كتيرة جداً.
            طيب أيه هي السيناريوهات المحتملة للوضع الحالي وللأحداث الخاصة بقضية أمن الدولة واقتحام المقرات الخاصة بها في عدة محافظات ؟! الكلام القادم هو مجرد تجميع لآراء الناس وتنسيقه ليس أكثر، وهي بعض السيناريوهات إللي خطرت في بالي وقت الكتابة مش أكتر، ممكن اوي حاجة منهم تكون صح، أو ممكن ميكونش فيهم ولا كلمة صح، وممكن كمان يكون في سيناريوهات أكتر من كده.
·       أولاً: سيناريو السقوط الفعلي لجهاز أمن الدولة.
أن يكون ماحدث هو سقوط فعلي وفشل حقيقي للجهاز الاستخباراتي إللي فضل يخوفنا ويرهبنا ويراقبنا حتى جوا البيوت على مدار السنين السابقة كلها وإن ما حدث من اقتحام المتظاهرين لمقر اسكندرية وبعديه مقر ستة اكتوبر إلخ.. نابع من تعالي جهاز أمن الدولة وتكبره فنسي تأمين نفسه ظناً منه أنه سيظل مملكة محصنة إلى الأبد، حتى لحظة تقديم شفيق لاستقالته وظهور عصام شرف على الساحة وإللي هوا في كافة الأحوال غير تابع للجهاز من قريب أو من بعيد، فبدأت حملة تأمين الجهاز متأخرة بعض الشيء، وأفشلها تماماً اتجاه المتظاهرين للمقر ومحاصرته بعد يوم ونصف من عملية بدء التخلص من ملفات الجهاز.
o      ملاحظات تدعم النظرية.
*المستند المتسرب من ملفات أمن الدولة –إن صحت- الذي يبين خطة الجهاز للتلاعب على المطالبين بحله بأن يتم تغيير اسمه وحل الجهاز بطريقة صورية، مع استمرار الجهاز في مهامه، ويجب هنا ملاحظة أن هذا الاقتراح كان قد تبناه شفيق وادعى أنه اقتراح شخصي منه في أكثر من لقاء تليفزيوني قبل استقالته وكان آخرها لقاءه مع الأسواني الشهير وقال فيه أنه اقترح على محمود وجدي –وزير الداخلية السابق- حل جهاز أمن الدولة وتغيير اسمه مع جعله جهاز منفصل عن وزارة الداخلية، وهذا قد يعني تواطؤ شفيق مع الجهاز، ومن ثم يصبح كل ماقد حدث من وعود إصلاحية في حكومة شفيق مجرد كلام مرسل لامتصاص الغضب لا أكثر.
*فكرة أن جهاز بحجم أمن الدولة بالتأكيد لم يكن يخشى أبداً أن يسقط بهذه الطريقة ولا أظن أن أحد قياداته كان يتصور أن يجرؤ أحد على اقتحام خلوتهم بل والتجول في المقر وأخذ ما يحلو له من ملفات، أوراق، هاردات للاطلاع على محتوياتها.
·       ثانياً: نظرية المؤامرة.
لنفترض أن كل مايحدث الآن مقصوداً لأي هدفٍ كان، أبسطها تخليص حسابات مع أشخاص بعينهم ممن وجدت أسمائهم في الملفات التي تركها الجهاز خلفه كالجلاد ومنى الشاذلي وغيرهم، أو إثبات تورط أشخاص نؤمن جميعاً أنهم كانوا كباش فداء للنظام كعز مثلاً وتهييج الرأي العام ضدهم أكثر ماهو هايج.
هل منطقي ان نجد مستند يدين أحمد عز ولا نجد أي شيء يذكر السيد صفوت الشريف بأي شر أو خير ؟! هل يمكن أن تكون هذه هي كل مستندات أمن الدولة ؟! وهل يعقل أن ينجح الجهاز في فرم مستندات تعود لعشرين سنة مضت إن لم تكن أكثر في يوم ونصف أو يومين أو حتى شهر وستة أيام هي عمر الثورة كله حتى لحظة الاقتحام ؟!
 أيضاً قد يكون الهدف من التسريب شغل الرأي العام عن قضية أخرى أكثر أهمية تحدث أو على وشك الحدوث، لا تنسى أن ميعاد الاستفتاء على التعديلات الدستورية قد اقترب، وهناك بعض الأصوات التي لازالت تنادي بأنه يجب وقف هذه الاستفتائات وصب الجهد كله في صياغة دستور جديد متكامل، قد يكون أيضاً الهدف مما حدث ترويض رجال أعمال فاسدين يحاولون تأمين أنفسهم وتذكيرهم أنه لا يوجد أحد فوق جهاز أمن الدولة، عدد الفرضيات التي تدعم النظرية قد يكون لانهائي، وكل فرضية منهم -ماشاء الله- لها في أرض مصر بيئة خصبة جداً، وللأسف فكل الفرضيات تحتمل أن يكون ما تم تسريبه جزء من الحقيقة أو أن يكون كله من نسج خيال الجهاز.
o      ملاحظات تدعم النظرية.
*من المضحك جداً أن يتم اقتحام مقر أمن دولة في أقل من يوم واحد، خاصة وأن الصور التي أتت من داخل المقر توحي بأن هؤلاء كانوا مستعدين لحصار قد يدوم لأشهر طويلة، فصور زجاجات المياة وعلب الطابعات والمأكولات الموجوده إلخ .. تقولك إنهم كانوا مش محتاجين يطلعوا بره أصلاً، لذا فعملية الاقتحام كانت أسهل مما يجب.
*تصريح أحد المسئولين بالجيش أن مقر مدينة نصر فتح من الداخل ولم يتم اقتحامه، وعلى الرغم من نفي  المقتحمين لهذا التصريح إلا أنه لا يمكن إهماله مهما حدث.
*لو تذكر أولى لحظات نزول الجيش في الثورة بعد أحداث 28يناير ستجد أنه تم تأمين مبنى الداخلية بلاظوغلي من قبل الجيش بصعوبة بالغة، وأن عملية المحاصرة استمرت لأيام حتى استطاعوا السيطرة على القناصة والضباط إللي كانوا بيضربوهم من كل ناحية، لا تحاول اقناعي أن قناصة الداخلية كانوا مش فاضيين يوم الجمعة إللي فاتت.
·       ثالثاً: الكل متواطئ.
أوكي، هنا هيكون المشهد كالتالي، الشباب عملوا ثورة في 25يناير، والثورة نجحت بسبب إصرار الجهاز الأمنى -متمثل في جهاز أمن الدولة، ووزير الداخلية الأسبق- على التعامل مع مظاهرات الثورة بالطريقة المعتادة، أسلوب الترهيب السابق الذي لم يصدقوا أنه لم يعد يجدي معنا، في اللحظة دي تم وضع خطة رئيسية وخطط بديلة وفرعية لاحتواء الموقف لصالح المنظومة وليس النظام، وبالتالي قد تحتوي الخطة على تغييرات قد تشمل بعض الوجوه التي ظننا أنها مسلمات في الحياة السياسية في مصر، ولكن هيظل التوجه العام للجهاز كما هو، يعني هيحصل تغيير صوري للمنظر فقط لامتصاص غضب الناس، كانت بداية الخطة في قرار الرئيس السابق في تغيير وزارة نظيف، وبعد ذلك بدء كارت عمر سليمان وشفيق، وسليمان أثبت فشله بشده، ولما فشل بقى شفيق هوا إللي لوحده في الصورة، وده حط ضغط كبير جداً على الأخير، مما أدى لفشله وخاصة بعدما أثبت الشعب إنه على قدر كبير جداً من الوعي وأنه مش هيتنازل أبداًعن أي مطلب من مطالبه، وبعد استقالة شفيق، أصبح مفيش أي وجه لم يتغير على الساحة سوى وجه واحد فقط … الجيش.
            من الطبيعي جداً إن الجهاز إللي عنده ملف لرئيس الجمهورية هيكون عنده ملف للجيش أو على الأقل أحد أفراد المجلس الأعلى إن لم يكن جميعهم، وده -في رأيي الشخصي- هو التفسير الوحيد لموقف الجيش يوم 6مارس من المتظاهرين أمام مقر لاظوغلي، من حق الجيش منع المتظاهرين من اقتحام المقر، خاصة إن ده مقر ملحق بوزارة الداخلية، يعني لو الناس اقتحمته هتبقى هيصة للصبح، لكن مش من حق الجيش أبداً إنه يفض مظاهرة بالقوة، ومش من حقه إنه يستعين/يساعد بلطجية الداخلية لفض المظاهرة، لازم الجيش يفهم إننا من  يوم 25يناير الظهر قررنا إننا مش هنرضى إن أي مظاهرة تتفض بالقوة، سواء كنا مع أو ضد المظاهرة دي، إحنا بني آدمين مش خرفان، ومبدأ اضرب المربوط يخاف السايب مش هينفع تاني خلاص، بالإضافة إلى إن معنى إنك تفض مظاهرة من أمام المقر بالقوة  إنك مش بتمنع نشر الفوضى، ده معناه إنك خايف من حاجة جوه.
            حسب المستندات المسربة –إن صحت- فالمستندات التي تم فرمها موجود فيها نسخة في المقر الرئيسي، لا أعرف بقى إذا كان المقر الرئيسي ده يمثل مقر مدينة نصر أو المقر الملحق بوزارة الداخلية بلاظوغلي، بس أياً كان فالموجود في لاظوغلي لن يكون أبداً زي الموجود في غيره من المقرات، ولا أستبعد -إن كان في فعلاً ملفات- أن يحتوي المقر على “التقيل” من الملفات، مش بعيد تجد طبعاً أسماء لم تكن تخطر على بالك كصفوت الشريف، جمال مبارك، طنطاوي، إلخ …
o      ملاحظات تدعم النظرية.
*في ملف متابعة تحركات الرئيس السابق -إن صحت الملفات أصلاً- ثبت اجتماعه مع حبيب العادلي بتاريخ 6فبراير على ما أذكر، أي بعد تقدم الوزير باستقالته بأكثر من 9أيام، وهذا يثبت أن التغييرات صورية ليس أكثر وأن نفس التوجهات والأيديوليجيات -وإن صح التعبير- نفس الـ”آجندات” كانت تقود الحكومة في تلك المرحلة، مما يثبت تواطؤ حكومة شفيق مع الجهاز.
*تعامل الجيش والشرطة العسكرية مع المتظاهرين في لاظوغلي 6مارس2011. وتعاون البلطجية قد يكون أبسط دليل على تواطؤ أو محاولة للتستر على شيء ما داخل المقر، وهذا الشيء قد يكون لايمكن اخفاؤه.
*يمكن محدش فينا يقدر ينكر عدم تواطؤ حكومة شفيق مع تحركات جهاز أمن الدولة، سواء كان هذا التواطؤ من خلال شفيق أو بدون علمه، ماتم نشره عن محمود وجدي لحظة توليه الوزارة أنه كان من ألد أعداء العادلي، ولكن تصريحاته في الفترة القصيرة التي تولى الوزارة فيها تثبت أنه له نفس العقلية المتعالية لأبناء وزارة الداخلية، قد يكون هذا التواطؤ أيضاً بدون علم شفيق لأن الأخير يشهد له تاريخه بالسمعة الطيبة ويجب أن نكون حياديين في هذه النقطة بالذات، ولكن في كافة الحالات فشفيق فشل تماماً في مهمته وهذا مالا يمكن الاختلاف عليه.
            الفترة القادمة ستكشف الكثير والكثير من القضايا المتعلقة بجهاز أمن الدولة ولكن يجب أن نراعي التأكد من مصادر معلوماتنا ومم نستقيها وما الهدف من نشر كل معلومة، ففي بعض الحالات يكون حجب النشر أفضل بكثير من غيره، كذلك يجب ألا ننشغل بقضية الملفات وحدها فتكون هي كل حياتنا، فهناك قضايا كثيرة أهم وأخطر من ذلك الجهاز القذر.
كذلك يجب أن نراعي إصلاح عيوب الثورة، فلا يعقل أبداً أن تكون العيون جميعها مسلطة على عصام شرف في ميدان التحرير بينما الثوار في الاسكندرية يتم دعكهم أمام مقر أمن الدولة، فكثيرون جداً لم يعرفوا عن خبر وجود واعتصام متظاهرين أمام مقر إلا متأخر جداً، وهذا كان من الممكن أن يزيد من عدد المتواجدين هناك.
وأخيراً، أنمنى أن تمر هذه الفترة بسلام، لأنها ستكون شوطاً كبيراً جداً في مطالب الثورة التي لم تنفذ بعد، وستكون ضربة قاضية للفساد الذي توغل في كل ركن في البلد حتى صار من المستحيل تحديد نقطة بداية في محاربته. 
 
مراجع.
من مدونة خالد أبوالنجا.
 
 نوت ع الفيس لـأحمد صلاح الشاذلي.
وغيرهم…
 
كتب،
عاصم شاهين.